Thursday, October 21, 2010

قصيدة: في الطريق إلى الزنزانة






هناكَ... هناكَ... بعيداً بعيدْ...

سيحملني يا رفاقي... الجنودْ...

سيُلقون بي في الظلامِ الرهيب

سيُلقون بي في جحيمِ القيودْ

لقد فتشوا غرفتي يا أخي

فما وجدوا غيرَ بعضِ الكتبْ

وأكوامِ عظمٍ همو... إخوتي

يئنُّون ما بين أمٍّ... وأبْ

لقد أيقظوهم... بركلاتهمْ

لقد أشعلوا في العيونِ الغضبْ

أنا الآن بين جنودِ الطغاةِ

أنا الآن أُسحبُ للمعتقلْ

وما زال وجهُ أبي ماثلاً

أمامي... يُسلِّحُني بالأملْ

وأمي... وأمي... أنينٌ طويلْ

ومن حولها أخوتي يصرخونْ

ومن حولهم... بعضُ جيراننا

وكلٌّ له... ولدٌ في السجونْ


ولكنِني رغم بطش الجنودْ

رفعتُ يدًا أثقلتها القيودْ

وصحتُ بهم: إنني عائدٌ

بجيشِ الرفاقِ... بجيشِ الرعودْ


هناكَ أرى عاملاً في الطريقِ

أرى قائد الثورةِ المنتصرهْ

يُلوِّحُ لي بيَدٍ من حديدْ

وأخرى تطاير منها الشررْ


أنا الآن بين مئات الرفاقِ

أشدُّ لقبضاتهم... قبضتي

أنا الآن أشعرُ أني قويٌّ

وأني سأهزمُ... زنزانتي


نعم لنْ نموتَ، نعم سوف نحيا

ولو أكلَ القيدُ من عظمِنا

ولو مزقتنا سياطُ الطغاة

ولو أشعلوا النارَ في جسمِنا


نعم لنْ نموتَ، ولكننا

سنقتلعُ الموتَ من أرضنا

من روائع الشاعر الفلسطيني الراحل: معين بسيسو

0 اترك تعليق: