على خلفية الدعوة إلى إضراب يوم 6 إبريل التي انطلقت من عمال شركة غزل المحلة من أجل رفع الحد الأدنى لأجور الطبقة العاملة المصرية، قررت القوى السياسية التضامن مع الإضراب بتنظيم أنشطة احتجاجية وإضرابية رمزية. ولكن نظام مبارك قرر الانتقام باحتلال شركة غزل المحلة بواسطة رجال الأمن، ثم ألقي القبض على عدد من القياديين بالشركة، بالإضافة إلى ألقاء القبض على نشطاء سياسيين من كل التيارات في القاهرة وكذلك في مدن أخرى، في محاولته لمنع الاضراب.
ولكن مع فشله في إيقاف الاحتجاجات، قرر نظام مبارك وجهاز أمنه استخدام الرصاص المطاطي وأكثر من 2000 قنبلة غاز مسيل للدموع والرصاص الحي ضد أهالي المحلة الذين قرروا الاحتجاج في شوارع المدينة والقرى المحيطة بها، مما أدى على الأقل إلى قتل طفل في الخامسة عشر وشاب في العشرين من عمره بالاضافة إلى مئات الجرحى والمعتقلين, ومحاولته تلفيق تهم القتل لأهل المحلة عندما وجهت لهم النيابة تهمة سرقة مسدسات ميري وأجهزة لاسلكية، بالاضافة إلى اعتقال الصحفية "أمينة عبد الرحمن" والمترجم "محمد صالح" غير اتهام كل من "جورج اسحاق" و"سامي فرنسيس" و"فتحي الحفناوي" بالتحريض على التخريب وإثارة الشغب.
وبالرغم من كل أشكال القمع الصارخة، لم تهدأ حركة عمال وشعب المحلة، مما أجبر النظام على الخضوع لهم، وتقديم التنازلات للعمال والأهالي بتوزيع السلع التموينية المدعومة على منافذ التوزيع بالشركة والمدينة وغيرها من المكاسب التي حصدها عمال غزل المحلة لكافة عمال الغزل والنسيج. وفي مشهد غير مسبوق هرع كبار المسئولين وفي مقدمتهم أحمد نظيف لكي يطلبوا العفو من أهل المحلة الذين مزقوا صور مبارك مرددين "يسقط يسقط حسني مبارك" وهي التنازلات التي لا تستطيع إخماد نضال عمال وشعب المحلة. تظاهرات الأهالي من أجل الإفراج عن أبنائهم لم تهدأ، وبالأمس نظم عدد من أهالي المعتقلين إضرابا مفتوحا عن الطعام أمام قسم شرطة المحلة. كما أضرب عمال شركتين للغزل والنسيج بالمحلة للمطالبة بذات المزايا التي حصل عليها عمال غزل المحلة. إن النضال مستمر لكنه لن ينتصر إلا بتضامن جماهير كفر الدوار والإسكندرية وحلوان..
ويدعو مركز الدراسات الاشتراكية جماهير الشعب المصري وفي مقدمتهم الطبقة العاملة المصرية وكل دعاة الحرية والعدل في كل مكان في العالم إلى دعم هذه المعركة. ذلك النضال الملهم للطبقة العاملة على مدار الشهور الثمانية عشر الماضية، ذلك النضال الذي توجته أحداث المحلة والاحتجاجات الجماهيرية يوم 6 إبريل – وردود الأفعال المرتجفة لنظام مبارك المأزوم بحكم انحيازاته الطبقية لرجال الأعمال والمستثمرين والمصريين والأجانب والذي يضع نصب أعينه هدفا وحيدا هو "التوريث" بتقديم المسكنات، وما حدث في مهزلة انتخابات المحليات خير شاهد على ذلك. ومما لاشك فيه أن التطورات قد أثبتت كذلك صحة قناعتنا بمركزية الطبقة العاملة ونضالها في تحرير مصر من الديكتاتورية والاستغلال.
ويؤكد المركز أن هناك حاجة ماسة ..
لتنظيم أوسع حملة من أجل الإفراج عن معتقلي المحلة، والنشطاء السياسيين
ومحاكمة المسئولين عن قتل واعتقال أهالي المحلة
وتوفير كافة أشكال الدعم القانوني والإعلامي والاعاشي للمعتقلين
ضد الارتفاع الجنوني للأسعار والفساد والاستبداد والاستغلال
هي معركة كل الكادحين في مصر
عاش كفاح الطبقة العاملة
عاش كفاح أهالي وعمال المحلة
11 إبريل 2008